لم أكن أحلم
ولم أكن ثملا
ولم يعتري عقلي الجنون
عندما رأيت الشمس بعد المغرب
فقد رأيتها بأم عيني وأنا بكامل قواي العقليه
رأيتها تتغطرس في كبد الوجود
تنافس القمر في حضوره
وتخجل النجوم باشراقة محياها
وليل عاتي يحتضن وجهها المشرق ويستدل ستاره الي منتصفها
أتت يسبقها ومض أبتساماتها ويتبعها أثير عطرها النفاح
ويحيط بها هالة نور تنبعث من ثناياها ومن بين ثغرها الباسم خلف اللثام
وما أن أطلت علينا حتى أعتراها خسوف خجل و كسوف خمار صنعته من ذوائب شعرها وغطت به نصف وجهها المشرق
وقفت أمامي فاحسست بسهام نظراتها تمرق قلبي وتخترق فوادى
تسمرت عليها عيناي وتجمدت حركاتي
أشارت لمن حولها تسألهم عنى أخبروها باسمي
فالتفتت نحو وازاحت اللثام عن وجهها فاكتمل أشراقها وغشي عيني شعاع محياها٠
وبصوت هامس لا يكاد غيري يسمعه سألتني
( أأنت الأديب الفلاني)
أردت أن أقول نعم ولكن لم أقوى على النطق وقد عصتني شفتاي ولساني ٠فاكتفيت بهز راسي أيجابا
همست بصوت خافت وهي تبتسم
(وكيف وصفتني قبل أن تراني)
قالتها ومضت يتبعها اريج ثيابها وظلام يغطي أثارها
مضت بعد أن أشعلت لواهب عشقي وأثارت براكين ولهي ٠
مضت بعد أن انتشلت قلبي معها وغرست في مكانه برواز صورتها ٠
مضت بعد أن أثبتت لي أنها من تزورني في أحلامي كل مساء
انها من وصفها طموحي وتخيلتها آمالي
تلك شمس الغروب متحدثة بشكلها الهادئ والدافئ